Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE
latest

من يسعى لإعادتهم يهود العراق بعد ان غادروا قسراً

من يسعى لإعادتهم يهود العراق بعد ان غادروا قسراً اعداد: سيف مسلم الكرعاوي/ العراق (طبيب الفقراء) اليهودي في مدينة الصدر الشيعية المسلمة، لطا...

من يسعى لإعادتهم يهود العراق بعد ان غادروا قسراً

اعداد: سيف مسلم الكرعاوي/ العراق

(طبيب الفقراء) اليهودي في مدينة الصدر الشيعية المسلمة،لطالما كانت هذه العبارة غريبة نوعا ما الا انها الحقيقة التي لا يود البعض سماعها، الطبيب العراقي اليهودي (ظافر فؤاد الياهو) والذي شهدت له المواقف الإنسانية بين الناس في ذلك الوقت 

الامر لا يختلف تماما مع تسمية عكد اليهودي في النجف، الامر قد يكون غريباً إذا ما تحدثنا عن مدينة يشكل المسلمون اغلب سكانها، الا ان هذا المعلم لازال شاهداً على تواجد هذه الفئة في يوم من الأيام في هذه المنطقة، الامر لا يقتصر على هذه المدينة فقط بل ان الكثير من الشواهد في مدن عراقية لازالت تحمل أسماء اليهود او انبياءهم وهذه مدينة (الكفل) في إشارة الى نبي الله (ذو الكفل) أحد انبياء اليهود، مثلها مثل المعالم التي دونت تواجد اليهود في هذا البلد.

ورب سائل يسأل ماذا حل باليهود ومن عمل على تهجيرهم من العراق؟ الامر الذي أجاب عنه الباحث والمؤرخ عبد الجليل شعابث حول هذا الامر، بأن هنالك جهات عملت على الضغط على يهود العراق كي يتركوا العراق ويرحلوا الى ما يعرف اليوم بــ (إسرائيل) او كما يطلق البعض الاخر (الأراضي الفلسطينية المحتلة)، ويضيف شعابث لم يكن اليهود مضطهدين في العراق نهائيا بل كانوا يعيشون كبقية أبناء البلد بمختلف دياناتهم وقومياتهم وان الدليل على هذا الامر ان أكبر تجار وأصحاب الأملاك والأراضي هم من طائفة اليهود في وقتها، الا ان وقعت حادثة (الفرهود) في العام (1941 م) التي أدت الى تفجير وحرق محلاتهم بدواعي سياسية من اجل الضغط على اليهود لترك العراق.

ويشير شعابث أيضا ان تسمية بعض الأماكن بأسماء اليهود كونهم كانوا متنفذين في هذا البلد وان الكثير من المقاطعات كانت بأسمائهم مثل (عكد اليهودي، والقزوينية، ومصطفى راغب، والقاضية)، كما ان لهم الدور الكبير في بناء دولتهم الحديثة ومن أبرز تلك الشخصيات هو وزير المالية (ساسون حسقيل) الذي يعد اول من وضع أسس النظام المالي العراقي بحسب (عبد الرزاق المختص بالتراث اليهودي)، و (مناحيم دانيال) الذي كان عضواً في مجلس الاعيان والكثير من الشخصيات الأدبية والفنية قد أسهموا في بناء تاريخ العراق. 

 

العمق التاريخي

يتحدث الكاتب اليهودي (د. خضر سليم البصون)، عن عمق وجودهم في هذا البلد من خلال الإشارة الى مقبرة اليهود في وسط بغداد (منطقة النهضة) المحاذية لشارع الشيخ عمر والتي يعود تاريخها الى أكثر من أربع مئة سنة، وفيها رفات كبار الحاخامات ورجال الدين والقبر الجماعي لضحايا الفرهود عام 1941 بالإضافة إلى قبور عامة الناس.

لقد شكل اليهود ثاني أكبر طائفة في العاصمة العراقية بغداد أي ما يقارب (40%) من سكانها وفقا لإحصائية الإمبراطورية العثمانية عام 2017  

كما تشير اخته (نيران البصون) الى ان عدد الذين تركوا العراق حوالي (150 ألف) شخص وان الغالب منهم ليس على قيد الحياة، وان هنالك اليوم ما يقارب (400 ألف) شخص من الأولاد واحفاد الاحفاد والبعض منهم ليس بالعراقي مئة بالمئة لأنهم تزوجوا من غير العراقيين. 

تشير الإحصاءات الرسمية ان اليهود الذين ينحدرون من أصول عراقية في إسرائيل (219 ألف) يهودي يشكلون أكبرمجموعة من اليهود المتحدرين من اسيا

ووفقا لإحدى وثائق (ويكليكس) الدبلوماسية ان الجالية اليهودية في بغداد كانت تضم 8 اشخاص فقط في العام 2009

كما ان عدد الذين لازالوا في العراق لا يتجاوز (أصابع اليد الواحدة)، بين من يخفي هويته او لا يجهر بها او من ترك العراق او توفى 

تبين بعض المراجع التاريخية ان اليهود قد عاشوا ظروف ممتازة في هذا البلد، الامر الذي دفع اليهودية (فيوليت شاماش) والتي ولدت في بغداد عام 1912 الى تأليف كتاب سمته (ذكرياتي في الجنة: رحلة في بغداد اليهودية) وتحدثت فيه ان من بين كل التجمعات اليهودية في الشرق الأوسط كان اليهود في العراق الأكثر تكاملا واندماجا في المجتمع، والأكثر عروبة، والأكثر ازدهاراً.

 

التحرك الحكومي

يتحدث (ش.ك) ان الكثير من المنازل والمعابد كانت موجودة قبل الاحتلال الأميركي للعراق، وان لها مالكين معروفين، وان عملية الاسترجاع بحاجة الى تصويت البرلمان العراقي كي تعود الى العائلات اليهودية التي فقدت دورها في ذلك الوقت. 

كما تضيف (نيران البصون) ان الحكومة العراقية سعت جاهدةً على حد وصفها الى ان تضع العراقيل لمنع اليهود من استرداد الجنسية العراقية، وسنته في قانون الجنسية رقم ٢٦ لعام ٢٠٠٦ في مادة ١٨ ثانيا التي تشير الى (يعد عراقيا كل من ولد لاب عراقي او لام عراقية وينظم ذلك بقانون) مما يناقض كليا الدستور العراقي والجزء الاول من مادة ١٨ في نفس القانون

يشير الباحث حسام عبد الكريم ان البرلمان العراقي في اذار عام 1950 في مجلسيه الاعيان والنواب على القانون رقم 1 والذي عرف بقانون (اسقاط الجنسية) عن اليهود حيث نص في وقتها على السماح لمن يرغب بالرحيل من يهود العراق في ترك العراق بشكل نهائي، في المقابل يقوم بتقويم استمارة بالتنازل عن الجنسية العراقية، 

ويضيف عبد الكريم كما تضمن القانون في وقتها نزع الجنسية العراقية عن اليهود الذين غادروا العراق في فترات سابقة من دون اذن او بوسائل غير مشروعة مالم يعودوا خلال شهرين. 

الامر الذي لم يشر فيه الى مصادرة أموالهم او ممتلكاتهم الا ان انهم تفاجؤوا بعد ذلك بمصادرتها بعد توقيعهم. 

في إقليم كردستان العراق وما يحويه متحف أربيل من تخليد للاثر الطيب للمدرس اليهودي الكردي المعروف بفنه (دانيال كساب)، اقر برلمان الإقليم في عام 2015 قانون يعتبر اليهودية دين محمي على ان يكون لهم ممثلاً رسمياً، الامر الذي صوت عليه النواب المسلمون.

 

امل العودة 

يتحدث (ش.ص) مواطن عراقي وناشط في مجال التعايش بين الأديان ان الأوان قد حان ليعود العراق كما كان في السابق محتضناً لكل القوميات والأديان، لا سيما التي غادرت العراق قسراً واسهمت في بناء تاريخه، وان تفتح الحكومة العراقية الجديدة أبوابها لليهود والمسيحيين والبهائيين وللديانات الأخرى بأن تتواجد في هذه الأرض من جديد وان تسترد من خلال القانون جميع حقوقهم المسلوبة 

تضيف (ن.و) رفضت الكشف عن اسمها لأسباب امنية على وزارة التربية العراقية ان تكون منصفة في مسألة الحديث عن تاريخ اليهود في العراق وذكر اسهاماتهم كذلك الإشارة الى أبرز الشخصيات التي لعب أدوار بارزة في التاريخ العراقي، لا سيما التي قدمت هويتها العراقية على حساب ديانتها في ذلك الوقت حتى لا يبخس حق الأشخاص والافعال التي قدموها

كما اشارت الى زمن (صدام) قد ولى وانه كان يضطهد الأقليات الدينية وان العراق مقبل على مرحلة جديدة من التعايش وتقبل الاخر والانفتاح على العالم الخارجي من خلال بناء العلاقات السياسية والاجتماعية، فلا يمكن ان ينكر ان هنالك الكثير من أبناء هذا البلد من أبناء الطائفة اليهودية قد تركوا هذه البلاد بطريقة لا تليق بما قدموه لهذا البلد


م / المقالات الواردة لا تمثل رأي الوكالة وانما تمثل رأي كتابها