Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE
latest

معلمات متفانيات يستدرجن التلاميذ الى ساحة التعليم الالكتروني

إعداد: سندس الزبيدي/ البصرة ‏ كانت الست حذام تشعر بحماسة بالغة، صباح كل يوم، وهي تستقبل تلاميذها في مدرسة (رابعة العدوية الابتدائية) في البص...



إعداد: سندس الزبيدي/ البصرة ‏

كانت الست حذام تشعر بحماسة بالغة، صباح كل يوم، وهي تستقبل تلاميذها في مدرسة (رابعة العدوية الابتدائية) في البصرة، لكن في بداية آذار من العام الماضي وجدت نفسها مضطرة لأن تنتقل الى أسلوب جديد في التعليم، لم يكن يألفه أحد: هي، المعلمات والتلاميذ، على أثر تفشي فايروس كورونا في البلاد.

تقول حذام إنها تمكنت من ولوج عالم الانترنت سريعا "لم نجعل الأطفال وأولياء أمورهم يكابدون".

وتتلخص خطة هذه المديرة البصرية في أنها عملت على تقسيم الصفوف المدرسية الى مجموعات الكترونية في برنامج التواصل الاجتماعي (واتساب)، وجعلت كل معلمة تشرف على صف معين، بينما هي تراقب الجميع.

"كانت العملية التعليمية تجري بيسر وسهولة، بحضور أولياء أمور التلاميذ"، تقول إحدى معلمات المدرسة التي تديرها حذام.

وقد سبق الحملة التي نظمتها حذام، أن قامت ‏المدرسة بتوزيع الكتب (المناهج الدراسية) على التلاميذ في بيوتهم.‏

تقول المعلمة "أكملنا عامنا الدراسي بنجاح وتفوق، من خلال الاجراءات السريعة التي اتخذتها الست حذام".

وأثّر إغلاق المدراس في العراق على ما يزيد على 11 مليون طفل.

وخلص مسح لتقييم مهارات القراءة في الصفوف الأولى إلى أن الغالبية العظمى من التلاميذ العراقيين في الصفين الثاني والثالث، لم يستوعبوا المواد الملائمة لأعمارهم. فيما أشّر مسح حديث لليونيسف إلى أن 75% فقط من الأطفال في المدارس الابتدائية وأقل من 50% في المدارس الثانية قد أتموا فعليا الدراسة.

‏‏ويحتاج التلميذ في المرحلة الابتدائية الى الحضور الصفي لإيجاد مساحة مناسبة من التفاعل بين التلاميذ والمعلم/ المعلمة، هذا الرأي كان لسندس تعوبي، وهي مديرة مدرسة ابتدائية في البصرة أيضا.

تقول الست سندس: "لو كنت أملك قرار التعليم، لألغيتُ التعليم الالكتروني، وشددت على الحضور، ‏كون التلميذ يكون متكاسلا وغير متفاعل المعلمة في التعليم الالكتروني".‏

أما احمد الصالحي، وهو والد أحد التلاميذ في مدرسة رابعة العدوية، فيعتبر وضع التلميذ في ظل التعليم ‏الإلكتروني غير مجدٍ، مكررا ما ذهبت اليه تعوبي بأن "التلميذ في بداية ‏حياته الدراسية يحتاج الحضور الى الصف ولقاء المعلمة وزملائه ليبدأ حياة جديدة تعلمه الكثير".‏

ويضيف الصالحي، انه "في ظل الجائحة نحن مضطرون لقبول التعليم الالكتروني لمواصلة العام الدراسي ‏برغم الامكانيات الضعيفة التي تملكها مدارسنا الابتدائية"، مردفا "لكن هناك مدارس وادارات اثبتت نجاحها بكل ‏قوة، وواصلت التعليم وانهت عامها الدراسي بنجاح" في اشارة الى مدرسة رابعة العدوية.‏

ويشكل إغلاق المدارس حالياً تهديداً، وذلك بسبب تسرب المزيد من الأطفال من المدارس، خاصة في المناطق الريفية وبين الأطفال المنتمين للأسر الأشد فقرا.

أحد المشرفين التربويين في مديرية تربية البصرة، يقول: "نحن في البصرة نعتمد في التعليم الالكتروني على الوات ساب بالنسبة للمدارس الابتدائية، وهذا فشل بحد ‏ذاته كون العالم جعل من المدارس منصات الكترونية يجلس الطالب في البيت بكامل القيافة، وتظهر ‏صورته عبر المنصة ويتواصل مع بقية زملائه في الصف عبر الدائرة الالكترونية، حيث المعلم او المعلمة ‏تقف في الصف وتبث المحاضرات، وكانهم جالسون معها في الصف".

ويضيف المشرف الذي طلب حجب هويته، ان "هذه الطريقة هي الاكثر نجاحاً في ‏العالم، لكننا نفتقر اليها في الوقت الحاضر، بسبب الظروف المالية والسياسية التي يمر بها البلد".‏

ولم تركن مديرة مدرسة رابعة العدوية الى التعليم الالكتروني، انما تعمل على تخصيص جزء من وقتها لادامة المدرسة، نظافتها، والاعتناء بحديقتها، تساعدها في ذلك أسرتها، وعدد المعلمات.

وتقول اليونيسيف، إن استخدام مناهج مبتكرة للتعليم أمر ضروري للحد من الخسائر التعليمية وبناء نظام تعليمي متين يضمن التعليم لجميع أطفال العراق؛ فمن الضروري أن نذكر بأن نطاق تغطية البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العراق محدود، وحتى الوصول إليها يتسم بعدم المساواة بشكل كبير.